مدارس الثانوية العامة في أوساكا تكافح مع انخفاض معدلات الالتحاق

كشفت أحدث بيانات القبول، التي نشرتها لجنة التعليم بمحافظة أوساكا يوم الجمعة الماضي، أن 65 من أصل 128 مدرسة ثانوية عامة بدوام كامل لم تصل إلى الحد الأدنى من القدرة الاستيعابية للطلاب. من بين هذه المدارس كانت مدرسة "نيكاوا" الثانوية، وهي مؤسسة مرموقة يزيد عمرها عن 110 سنوات. وقد شهدت هذه المدرسة، التي كانت تحظى تقليدياً بعدد كبير من المتقدمين، انخفاضاً في نسبة القبول إلى أقل من 1.0 لأول مرة في تاريخها، وهو تطور غير مسبوق.

قامت مدرسة "نيكاوا" الثانوية مؤخرًا بزيادة قدرتها الاستيعابية بمقدار 40 طالبًا بسبب الطلب الكبير في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، يبدو أن التحول نحو المدارس الخاصة، الذي تسارع بسبب سياسة التعليم المجاني، قد ساهم في الانخفاض المفاجئ في عدد المتقدمين. وفقًا للجنة المحافظة، يختار المزيد من الطلاب الآن الالتحاق بالمدارس الخاصة، مما يفرض على المدارس العامة تحسين جاذبيتها للحفاظ على قدرتها التنافسية.

بدأت أوساكا بتنفيذ سياستها الخاصة بالتعليم الثانوي المجاني تدريجياً في السنة الدراسية 2024 بهدف تخفيف الأعباء المالية على الأسر. ورغم أن هذه المبادرة جعلت التعليم الخاص أكثر سهولة من الناحية المالية، إلا أنها أدت أيضًا إلى تسريع انخفاض معدلات الالتحاق بالمدارس العامة.

في دورة القبول الأخيرة، انخفض العدد الإجمالي للمتقدمين للمدارس الثانوية العامة بشكل كبير مقارنة بالعام السابق. وبينما تم تقليل الحصة الاستيعابية بمقدار 1,539 طالبًا لعام 2025، انخفض عدد المتقدمين بمعدل أكبر – 2,376 طالبًا – مما أدى إلى نسبة تسجيل بلغت 1.02 فقط، وهي الأدنى على الإطلاق، مما يقترب من عتبة انخفاض القدرة الاستيعابية.

ومن اللافت أن حتى المدارس الثانوية العامة ذات الأداء الأكاديمي العالي لم تكن بمنأى عن هذا الاتجاه. حيث سجلت مدرسة "نيكاوا" الثانوية نسبة تسجيل بلغت 0.95 فقط، في حين انخفضت نسبة مدرسة "ياو" الثانوية (التي تأسست منذ أكثر من 120 عامًا) إلى 0.99. وفي مدينة "ساكاي"، سجلت مدرسة "دايي" الثانوية نسبة 0.9، مما جعلها تسجل نسبة تسجيل أقل من الحد الأدنى للسنة الثانية على التوالي.

أصبح الانخفاض في أعداد المقبولين مصدر قلق كبير لأن سياسة التعليم في محافظة أوساكا تفرض إعادة هيكلة أو إغلاق المدارس التي تفشل في تحقيق الحد الأدنى من السعة الاستيعابية لثلاث سنوات متتالية. وقد أدت هذه السياسة بالفعل إلى إعلان إغلاق مدرسة "إيزوميتوتوري" الثانوية في مدينة "هانان" بسبب الانخفاض المستمر في عدد الطلاب.

يعترف العديد من مديري المدارس بأن سياسة التعليم المجاني كان لها تأثير كبير على معدلات الالتحاق بالمدارس العامة. وصرح أحد المديرين قائلاً: "نحن نبذل جهودًا لتحسين الأداء الأكاديمي، ولكن ربما لا نروج لمزايا مدارسنا بشكل كافٍ. كما أن المباني المدرسية القديمة تجعل من الصعب إبراز مميزاتنا." وأضاف مدير آخر: "هذه هي المرة الأولى التي ينخفض فيها معدل الالتحاق لدينا. تواجه المدارس العامة القريبة منا صعوبات أيضًا. تمتلك المدارس الخاصة موارد مالية أكبر للاستثمار في المرافق، وأصبح هذا الفارق أكثر وضوحًا."

يدرك مسؤولو لجنة التعليم بمحافظة أوساكا التحديات التي تواجهها المدارس العامة في جذب الطلاب. وقال أحد المسؤولين: "مع انخفاض معدلات المواليد وتوفير التعليم الخاص المجاني، يختار المزيد من الطلاب المدارس الخاصة. نحن بحاجة إلى إيجاد طرق أفضل للترويج لمزايا المدارس العامة."

يجادل خبراء التعليم بأن التنافس بين المدارس العامة والخاصة غير متكافئ بطبيعته. وأوضح أحد المحللين: "تتمتع المدارس الخاصة بمرونة مالية أكبر تتيح لها الاستثمار في المرافق واستقطاب المعلمين الأكفاء، بينما تعمل المدارس العامة ضمن قيود الميزانية والسياسات المركزية الخاصة بتوزيع الموظفين."

يدعو البعض محافظة أوساكا إلى إعادة توجيه الأموال الفائضة لدعم التعليم العام. وأشار أحد الخبراء إلى أن "الآن بعد أن نفذت الحكومة الوطنية سياسة التعليم المجاني، يمكن إعادة تخصيص الأموال المستقلة التي كانت مخصصة لهذا البرنامج – والتي تبلغ حوالي 2.4 مليار ين سنويًا – لتحسين المدارس العامة. إذا حصلت كل من المدارس العامة والخاصة على نفس الدعم المالي، يمكن للطلاب اختيار المدارس بناءً على جودة التعليم بدلاً من التكلفة."

مع وصول معدلات الالتحاق بالمدارس الثانوية العامة في أوساكا إلى أدنى مستوى لها في التاريخ، يعيد كل من التراجع الديموغرافي وسياسة التعليم المجاني تشكيل مشهد التعليم في المنطقة. لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت المدارس العامة في أوساكا ستتمكن من التكيف مع هذا التغيير.

Source: ABCTVnews