News On Japan

من المتوقع أن تنخفض مستويات المعاشات التقاعدية بنسبة 20٪ خلال 30 عامًا

TOKYO, Mar 23 (News On Japan) - تواجه اليابان لحظة حاسمة في إصلاح نظام المعاشات التقاعدية، حيث تستعد الحكومة لإجراء أول مراجعة شاملة منذ خمس سنوات. ومع تقلص القوى العاملة وشيخوخة السكان، يتعرض نظام التقاعد لضغوط شديدة، مما يدفع الحكومة إلى طرح مقترحات جديدة قد تؤثر على ملايين الأشخاص.

من بين التغييرات الرئيسية التي تتم مناقشتها حاليًا إلغاء ما يُعرف بـ"حاجز الـ1.06 مليون ين"، الذي يحد من أهلية العمال بدوام جزئي للانضمام إلى نظام المعاشات التقاعدية للموظفين، بالإضافة إلى استخدام أموال احتياطي هذا النظام لتعزيز المعاش التقاعدي الأساسي الذي يخدم شريحة أوسع من السكان. تثير هذه الإصلاحات توترًا سياسيًا وشعبيًا، خاصة مع اقتراب انتخابات مجلس المستشارين. وقد اقترح بعض أعضاء الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم تأجيل الإصلاح نظرًا لما يتضمنه من محتوى مثير للجدل، بما في ذلك احتمال زيادة الأقساط.

القلق بشأن استدامة نظام المعاشات التقاعدية في اليابان على المدى الطويل ليس جديدًا. فقد أثارت فضيحة "سجلات التقاعد المفقودة" في عام 2007، والتي تم خلالها فقدان حوالي 50 مليون سجل، غضبًا عامًا وأدت إلى خسارة انتخابية كبيرة للحزب الحاكم. وما زالت آثار هذه الفضيحة تلقي بظلالها على النقاشات الجارية حول نظام التقاعد. ومع ذلك، يرى الخبراء أن التحديات الحالية تختلف جذريًا، إذ يقول مستشار التأمينات الاجتماعية تومويوكي توكودا إن الإصلاحات الحالية تهدف إلى مواجهة التغيرات الديموغرافية والاقتصادية الحقيقية بدلاً من معالجة إخفاقات إدارية. ويشير إلى أن التوقعات المالية للحكومة تظهر أنه إذا لم يتم إجراء تغييرات، فإن مستويات الفوائد التقاعدية ستنخفض بحوالي 20٪ خلال الثلاثين عامًا القادمة. وعلى الرغم من توقع ارتفاع الأجور بشكل معتدل، فإن المعاشات لن تواكب هذه الزيادة، مما يؤدي إلى انخفاض معدل الاستبدال لدى المتقاعدين.

عنصر أساسي في هذا الجدل يتمثل في توسيع نظام معاشات الموظفين ليشمل عددًا أكبر من العمال بدوام جزئي والمؤقتين، من خلال إزالة متطلبات الدخل وحجم الشركة. وعلى الرغم من أن هذا قد يقوي النظام من خلال إشراك مزيد من الأفراد، إلا أن هناك مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى تغييرات في سلوك العمال، مثل تقليص ساعات العمل لتجنب الاقتطاعات التقاعدية. كما قد تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة تكاليف أعلى، مما قد يؤدي إلى خفض الأجور أو تقليص التوظيف الدائم. من جهة أخرى، قد يساعد إشراك المزيد من العمال بدوام جزئي في تعزيز استقرار النظام بشكل عام.

اقتراح مثير للجدل آخر هو تحويل أموال نظام معاشات الموظفين لدعم المعاش التقاعدي الأساسي، الذي يخدم العاملين لحسابهم الخاص وغيرهم ممن لا تشملهم خطط المعاشات التي يوفرها أصحاب العمل. ويعتبر بعض الموظفين أن هذا غير عادل، متسائلين لماذا يجب استخدام الأموال التي دفعوها لصالح الآخرين. ومع ذلك، يشير توكودا إلى أن التأثير الأساسي سيكون على أصحاب الدخل المرتفع، بينما لن تشهد الأسر ذات الدخل المتوسط تغييرات كبيرة. كما يؤكد على الحاجة الماسة لدعم المعاش الأساسي لضمان أن يتمكن جميع المواطنين، وخصوصًا من لا يملكون سجل توظيف مستقر، من الحفاظ على مستوى معيشي لائق بعد التقاعد.

تشمل مناقشات الإصلاح أيضًا احتمال تعديل قاعدة "المعاش لكبار السن العاملين"، والتي تقلل حاليًا من مزايا التقاعد للمتقاعدين الذين يتجاوز مجموع راتبهم الشهري ومعاشهم 500,000 ين. وتدرس الحكومة رفع هذا الحد أو إلغاءه لتحفيز المزيد من كبار السن على الاستمرار في العمل. وعلى الرغم من أن ذلك قد يزيد من دخل كبار السن ويخفف من نقص العمالة، إلا أن النقاد يخشون أن يؤدي ذلك إلى الضغط على الموارد المالية للمعاشات. ومع ذلك، يقلل توكودا من أهمية هذه المخاوف، مشيرًا إلى أن عدد المتأثرين بهذا التعديل سيكون صغيرًا، وبالتالي فإن الأثر المالي العام سيكون محدودًا.

وعلى الرغم من هذه الجهود الإصلاحية، لا تزال ثقة الجمهور في نظام التقاعد ضعيفة. فقد بدأ العديد من الشباب بالتشكيك في الأقساط التأمينية المرتفعة التي يدفعونها، وما إذا كانوا سيحصلون على مزايا مناسبة في المستقبل. وتتفاقم هذه الشكوك بسبب الاعتماد المستمر على نماذج توقعات حكومية قديمة، مثل نموذج "الأسرة النموذجية" المتمثل في زوج يعمل بدوام كامل وزوجة ربة منزل، وهي صورة لم تعد تمثل الواقع في ظل تزايد الأسر المزدوجة الدخل أو الأفراد الذين يعيشون بمفردهم.

يدعو توكودا الأفراد إلى اتخاذ خطوات استباقية لفهم أوضاعهم التقاعدية، مثل مراجعة كشف المعاش السنوي أو التوجه إلى مكاتب التقاعد المحلية. وعلى الرغم من أن هذه الأدوات لا تستخدم على نطاق واسع، إلا أنها توفر معلومات قيمة حول المزايا المستقبلية. كما أشار إلى أن آخر مراجعة مالية أجرتها اليابان لم تُظهر أي تدهور غير متوقع في موارد نظام التقاعد، مما قد يوفر بعض الاطمئنان. ومع ذلك، فإن المخاطر المستقبلية لا تزال قائمة، بما في ذلك اقتراب تقاعد جيل "جليد التوظيف"، الذين قضوا سنوات عملهم الأساسية في وظائف غير مستقرة أو منخفضة الأجر، وربما يفتقرون لتغطية تقاعدية كافية.

في النهاية، يعكس النقاش حول إصلاح نظام التقاعد مخاوف أوسع تتعلق بعدم المساواة الاقتصادية، والتغيرات السكانية، والمساءلة السياسية. وستؤثر القرارات التي تُتخذ في الأشهر المقبلة ليس فقط على جيل المتقاعدين الحاليين، بل أيضًا على العمال المستقبليين الذين بدأت ثقتهم في النظام تتآكل. وتعتمد نجاحات الإصلاحات في تأمين مستقبل مستقر للمعاشات على مدى قدرة الحكومة على تحقيق التوازن بين العدالة، والاستدامة، وثقة المواطنين.

Source: MBS

News On Japan
MEDIA CHANNELS
         

Image of آكيه آبي تذرف الدموع خلال زيارتها للكرملين ولقائها مع بوتين

آكيه آبي تذرف الدموع خلال زيارتها للكرملين ولقائها مع بوتين

زارت آكيه آبي، أرملة رئيس الوزراء الياباني الراحل شينزو آبي، الكرملين في 29 مايو، والتقت بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وخلال اللقاء، شوهدت آكيه وهي تذرف الدموع أثناء استماعها لكلمات بوتين، في مشهد يعكس الطابع العاطفي للمحادثة بينهما. وبعد الاجتماع، دعاها بوتين لركوب سيارته الرسمية الفاخرة إلى مسرح البولشوي لحضور عرض باليه معًا.