SHANGHAI, Mar 27 (News On Japan) - في أكبر معرض للإلكترونيات الاستهلاكية في آسيا، الذي أُقيم هذا الشهر في شنغهاي، ظهرت حروف "AI" في كل مكان — من الروبوتات إلى أجهزة التلفاز والثلاجات. هذا العام، بدا أن الذكاء الاصطناعي يهيمن على الحدث بالكامل، وقد بدأت تأثيراته تمتد إلى عالم الإعلام.
في 18 مارس، أطلقَت صحيفة "إل فوليو" الإيطالية نسخة تجريبية جديدة بعنوان "Il F-AI"، وهي صحيفة مكتوبة بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي. اقتصر دور البشر على إدخال التعليمات فقط. ومن المقرر نشر هذه الصحيفة التي كتبها الذكاء الاصطناعي يومياً من الثلاثاء إلى الجمعة لمدة شهر.
لكن هذا المشروع أثار انتقادات. قال البعض "هذا أمر مخزٍ"، وأكدوا أن "الذكاء الاصطناعي يجب أن يدعم العمل الإبداعي، لا أن يحل محله بالكامل." وشكك آخرون في جودة المحتوى الذي يُنتجه الذكاء الاصطناعي، وفي قدرته على تقديم تحليلات نقدية أو إجراء تحقيقات ميدانية. كما يجري النقاش حول الاعتبارات الأخلاقية والقانونية المتعلقة بصحافة الذكاء الاصطناعي.
رغم هذه المخاوف، فإن إدماج الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام يتسارع — بما في ذلك في اليابان. ففي أغسطس من العام الماضي، نشرت صحيفة "ساجا شيمبون" إصدارًا خاصًا ليوم واحد كتبه الذكاء الاصطناعي احتفالاً بالذكرى الـ140 لتأسيسها. وتخيل المقال كيف ستكون محافظة ساجا في عام 2045.
ومع تزايد وجود الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، ظهرت تساؤلات جديدة: كيف يجب أن تتعامل المؤسسات الإعلامية مع هذه التكنولوجيا؟ وللخوض في هذا الموضوع، استضاف البرنامج "شوتا تاجيما"، مطور أداة "ستوري هاب" — وهي مساعد تحريري يعمل بالذكاء الاصطناعي استخدمته صحيفة ساجا.
شرح تاجيما أن الهدف كان اختبار قدرات الذكاء الاصطناعي الحالية. "كل كلمة كُتبت بواسطة الذكاء الاصطناعي. ما أدهشنا هو مدى طلاقته في الكتابة باللغة اليابانية. من ناحية أخرى، استغرق الأمر وقتًا طويلاً لإنشاء مقال كامل من الصفر. وهذا أظهر لنا أنه حتى لو أنجز الذكاء الاصطناعي 80٪ من العمل، فإن اللمسات الأخيرة يجب أن تكون من قبل البشر."
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي مفيد في إعداد المسودات، لكن المقالات الأولية بدت رتيبة ومتعبة للقراءة. ومع ذلك، كان هناك مقال منسوب إلى الرئيس التنفيذي للشركة كُتب بشكل رائع حتى بدا كأنه تحدث بنفسه. وقال: "قمنا بتدريب الذكاء الاصطناعي على تصريحات الرئيس التنفيذي السابقة، ليتمكن من إعادة إنتاج ما قد يقوله اليوم."
وقد أدى ذلك إلى نقاش أوسع بين الحضور حول تغير طبيعة الصحافة. سأل أحد الضيوف: "إذا كان بإمكان الذكاء الاصطناعي كتابة المقال، فهل هذا يجعل عمل الصحفي أسهل؟" أجاب تاجيما: "الأمر لا يتعلق باستبدال الصحفيين بالكامل، بل بفهم ما يمكن أن ينجزه الذكاء الاصطناعي وما لا يستطيع. هذه هي الطريقة التي ندمجه بها تدريجيًا في العمل اليومي."
وجد بعض الموظفين صعوبة في البداية في إعطاء التعليمات للذكاء الاصطناعي، لكن بشكل عام، كانت التعليقات إيجابية. وشارك ضيف آخر تجربته مع الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يزال يفتقر إلى التعبير البشري الحقيقي، مما يجعله يبدو أكثر إنسانية في عيوبه.
ثم تحولت المناقشة إلى دور الصحفيين في المستقبل الذي يحركه الذكاء الاصطناعي. وأشار المشاركون إلى أنه بدلاً من استبدالهم، سيركز الصحفيون أكثر على التخطيط للقصص والحكم التحريري والمراجعة النهائية — وهي مجالات تتطلب الحدس والإبداع البشري.
قال أحد المشاركين: "حتى لو كتب الذكاء الاصطناعي الجزء الأوسط، يجب على البشر التحكم في البداية والنهاية — تحديد ما يجب إنشاؤه وكيفية تنقيحه للنشر." على سبيل المثال، لا تزال المقابلات مع الشخصيات المهمة تعتمد بشكل كبير على العلاقات البشرية.
مع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي، توقع البعض تحولًا نحو صحافة ميدانية فائقة الكفاءة. قد يستخدم الصحفيون نظارات ذكية لتسجيل المقابلات، وتلقي اقتراحات فورية من الذكاء الاصطناعي، وإنشاء مسودة أولى فور انتهاء المحادثة.
لكن حذر آخرون من أن الأتمتة قد تقلل عدد الوظائف، خاصة لأولئك الذين يعملون في المهام المتوسطة. ومع ذلك، سيظل الأفراد المتمكنون من جمع المعلومات الأصلية أو إدارة الإخراج التحريري لا غنى عنهم.
وانتهى النقاش بنبرة فلسفية: فبينما يمكن للذكاء الاصطناعي التعامل مع الجوانب التقنية من إنتاج المحتوى، فإن الإبداع البشري — القدرة على رؤية القيمة حيث لا يراها الآخرون — هو ما يُشكل الصحافة ذات المغزى في النهاية.
Source: ABEMA Prime