TOKYO, Apr 01 (News On Japan) - أصدرت الحكومة اليابانية توقعًا محدثًا للأضرار المحتملة نتيجة زلزال هائل على صدع نانكاي، وقدّرت أن عدد الوفيات قد يصل إلى 298,000 في أسوأ السيناريوهات. هذا التقدير يُظهر انخفاضًا طفيفًا عن التقدير السابق الذي صدر قبل 13 عامًا والذي بلغ 332,000 حالة وفاة.
رغم أن هذا الانخفاض يعكس بعض التقدم في الاستعداد لمواجهة الكوارث، إلا أن حجم الدمار المحتمل لا يزال هائلًا. لم يُبنَ هذا التحديث على فهم جديد لطبيعة الزلزال، بل على التغيرات الاجتماعية والبيئية الحديثة، بالإضافة إلى تحسن في فهم المخاطر الثانوية مثل الحرائق والظروف التي تلي الكارثة.
من أبرز التغييرات في التوقع الجديد هو إدراج الوفيات المرتبطة بالكوارث — أي الأشخاص الذين نجوا من الزلزال أو التسونامي لكنهم لقوا حتفهم لاحقًا بسبب سوء أوضاع مراكز الإجلاء أو مضاعفات صحية. وقد ظهرت هذه الحالات بشكل واضح خلال زلزال شبه جزيرة نوتو، ويُتوقع أن تصل هذه الوفيات الآن إلى 52,000، وهو عدد يزيد بـ13 مرة عن الوفيات المسجلة في زلزال شرق اليابان الكبير عام 2011. هذه الإضافة تسلط الضوء على الأهمية الحيوية لتحسين الرعاية بعد الكوارث، بما في ذلك تحسين ظروف الإقامة في الملاجئ، والتي لم تشهد تقدمًا يُذكر منذ زلزال هانشين الكبير.
على المستوى الإقليمي، انخفض عدد الوفيات المتوقعة في محافظة واكاياما بنحو 15,000 شخص، مما يعكس أثر جهود التخفيف من الكوارث خلال العقد الماضي. إلا أن الأعداد المتوقعة في مناطق مثل أوساكا وكيوتو شهدت زيادة، خصوصًا بسبب ارتفاع خطر الوفاة الناتجة عن الحرائق. هذا التغير يبرز أهمية اتخاذ تدابير للوقاية من الحرائق إلى جانب الاستعداد لموجات التسونامي، حيث تُظهر التوقعات الجديدة أن الحرائق أصبحت مصدر قلق كبير في المناطق الحضرية المزدحمة بعد الزلزال.
جانب مهم آخر من التوقع الجديد هو التركيز على استعداد الأفراد. وجد الخبراء أن سلوك العامة يمكن أن يؤثر بشكل كبير في نتائج الكارثة. فإذا قام 70٪ من السكان بالإخلاء فورًا بعد الهزة الأولى، يمكن تقليل عدد الوفيات بشكل كبير مقارنةً بحالة لا يُبادر فيها إلا 20٪ فقط. علاوة على ذلك، فإن تركيب قواطع دوائر كهربائية تعمل تلقائيًا أثناء الزلازل يمكن أن يقلل من خطر الحرائق الناجمة عن استعادة التيار الكهربائي بعد انتهاء الاهتزاز.
أكد ساتو، مراسل الكوارث الذي شرح التوقع الجديد، أن الغرض من هذا التقدير ليس إثارة الخوف، بل تحفيز التأمل الجاد والمسؤولية الشخصية. وأرسل الفريق الخبير الذي وضع هذا التقدير رسالة قوية: لم يعد من الممكن الاعتماد فقط على تدابير الحكومة الوطنية أو المحلية. يجب على المواطنين الآن تولي مسؤولية الاستعداد للكوارث بأنفسهم والتصرف بفعالية. وتزيد عوامل مثل ارتفاع عدد السياح الأجانب، وانتشار المدفوعات غير النقدية، وانخفاض عدد العاملين في القطاعات الحيوية مثل الصحة، من تعقيد الاستجابة في حال وقوع كارثة حقيقية.
في النهاية، يُعد التقدير الجديد للأضرار بمثابة تحذير ودعوة للعمل في آنٍ واحد. إنه يحث الأفراد على التفكير مقدمًا في الخطوات التي يمكنهم اتخاذها لحماية أنفسهم وتفادي الندم لاحقًا. الهدف من عرض هذا الرقم الضخم من الخسائر المتوقعة ليس التخويف، بل التأكيد على الحاجة العاجلة إلى الإصلاحات النظامية والمسؤولية الفردية.
Source: YOMIURI