OSAKA, Sep 23 (News On Japan) - كان الأطفال في الماضي يدرسون باستخدام دفاتر التدريبات الورقية للكانجي أو الرياضيات، لكن اليوم بدأت الفصول الدراسية بالتحول إلى التكنولوجيا المتقدمة مع إدخال تدريبات التعلم القائمة على الذكاء الاصطناعي.
في مدينة مينوه بمحافظة أوساكا، وهي مدينة معروفة كوجهة سياحية ولكنها أيضًا مشهورة بريادتها في الممارسات التعليمية، تستخدم إحدى المدارس الابتدائية تدريبات الذكاء الاصطناعي كجزء من التعلم اليومي للطلاب. وخلال زيارة حديثة لصف الرابع في مدرسة مينامي الابتدائية، وُزعت أجهزة لوحية على كل طفل. وعندما كتب المعلم عبارة "AI Drill" على السبورة خلال فترة التعلم الصباحية، بدأ الطلاب على الفور العمل على أجهزتهم اللوحية.
تُعد تدريبات الذكاء الاصطناعي أداة تعليمية رقمية تقوم بتحليل سجل تعلم كل طالب وتوليد أسئلة مخصصة تتناسب مع نقاط القوة والضعف لديهم. تنتشر هذه الأداة تدريجيًا على مستوى البلاد، وقد أدخلت مدينة مينوه هذا النظام، الذي طورته شركة كونيكا مينولتا، في جميع المدارس الابتدائية والإعدادية العامة اعتبارًا من هذا العام الدراسي.
يقول المعلمون إن إحدى المزايا هي أن الذكاء الاصطناعي، وليس المعلم، هو من يختار الأسئلة المناسبة لقدرات كل طفل، وهو أمر يصعب القيام به يدويًا. كما تدعم الأداة إصلاح أسلوب العمل من خلال تقليل عبء المعلمين. في هذا الصف، خُصص جزء من حصة الرياضيات لوقت تدريبات الذكاء الاصطناعي، حيث عمل الطلاب على مسائل مختلفة وفقًا لسرعتهم الخاصة. يقوم النظام بتحديد الأخطاء، وتقديم تلميحات، ومساعدة الأطفال على التقدم بشكل مستقل.
ميزة أخرى تتمثل في إرسال إجابات الطلاب وتقييمهم الذاتي لفهم الدروس—ممثلة برموز تعبيرية للوجوه—مباشرة إلى المعلم، مما يتيح ردود فعل فورية ودعمًا أكثر استهدافًا. ومع ذلك، لا تزال هناك تساؤلات حول أفضل طريقة لدمج هذه التدريبات، بما في ذلك المخاوف بشأن تقليل التواصل المباشر بين المعلمين والطلاب.
يرى أولياء الأمور جوانب إيجابية وسلبية. فالبعض يرحب بقدرة الذكاء الاصطناعي على تحديد المجالات الضعيفة وتوجيه الدراسة، بينما يقلق آخرون من إرهاق العينين وكثرة استخدام الشاشات. ومع ذلك، يعتقد الكثيرون أن التجربة تستحق المتابعة، متوقعين أن تؤدي في النهاية إلى تحسين التعليم.
حاليًا، يقدّر المعلمون أن النظام يُستخدم فقط بنسبة 20 إلى 30 بالمئة من إمكانياته. ولا تزال اتصالات الإنترنت المستقرة تمثل تحديًا، إذ أن استخدام الصف بأكمله للأجهزة اللوحية يؤدي أحيانًا إلى انقطاع تقني. ومع ذلك، تحاول المدينة جعل التدريبات أكثر تشويقًا عبر إدخال نظام مكافآت يشبه الألعاب، حيث يجمع الطلاب الجواهر ويتدرجون من مستوى "مبتدئ" إلى "أسطورة".
كما يتم اختبار نسخ أخرى من تدريبات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك نسخ تركز على تقوية الذاكرة، حيث تعيد طرح الأسئلة عدة مرات وتتكيف مع مستوى الصعوبة لضمان الإتقان. ومن خلال هذه الأدوات، يمكن للطلاب المتقدمين معالجة مواد بمستوى أعلى، بينما يحصل الطلاب الذين يواجهون صعوبات على تدريب أكثر تركيزًا.
وعلى الرغم من أنها لا تزال في مرحلة تجريبية، فإن تدريبات الذكاء الاصطناعي تمثل تحولًا كبيرًا في الفصول الدراسية، مع إمكانية تغيير الطريقة التي يتعلم بها الأطفال والطريقة التي يدرّس بها المعلمون.
Source: ABCTVnews