OSAKA, Apr 15 (News On Japan) - بينما تطورت أهداف المعارض العالمية عبر الزمن، استضاف معرض إكسبو دبي 2020 ما مجموعه 98 فعالية تجارية، بمشاركة أكثر من 25,000 شخص من أكثر من 130 دولة، سواء حضورياً أو عبر الإنترنت. تناولت الفعاليات مواضيع مثل الفضاء والطب، وقدمت فرصاً للشركات لإجراء مفاوضات.
المعرض لا يقتصر فقط على الترفيه—بل يتعلق أيضاً بالأعمال الحقيقية عالية المستوى.
رغم أن الزوار قد يستمتعون بالأجواء الاحتفالية، إلا أن النجاح لا يُقاس بعدد التذاكر المباعة أو عدد الحضور. المعيار الحقيقي هو عدد الصفقات التي تم التوصل إليها، وعدد العقود الموقعة، والنتائج التي تم تحقيقها من خلال المناقشات التجارية.
فكر بالأمر كالمعارض التجارية في اليابان—مثل معرض ماكوهاري في طوكيو أو إنتيكس أوساكا في منطقة كانساي—والتي تستضيف معارض لقطاعات مثل الزراعة، حيث تعرض الشركات منتجاتها الجديدة وتُجري مفاوضات. المعرض العالمي هو النسخة الدولية من هذه الفعاليات. تقدم الدول تقنياتها التي ترغب في بيعها، على أمل أن يولي رجال الأعمال من مختلف أنحاء العالم—not just tourists—الاهتمام اللازم ويبدأوا شراكات تجارية.
على سبيل المثال، تعرض جمهورية التشيك، التي تُعرف بأنها الدولة الأعلى في استهلاك الجعة للفرد، علاماتها التجارية من الجعة لجذب اهتمام السوق اليابانية. في الوقت ذاته، تستخدم المملكة العربية السعودية جناحها كأداة للقوة الناعمة لجذب الاهتمام الدولي، خاصة بعد أن فتحت أبوابها للسياح فقط عام 2019. من الواضح أن العمل التجاري هو جوهر هذه الجهود.
عند النظر عن كثب إلى الأجنحة، غالباً ما ترى طاولات وكراسي مرتبة بشكل دقيق—وهي أماكن مخصصة للمفاوضات. على الرغم من أن المعرض بدأ للتو، فمن المتوقع وصول المزيد من رجال الأعمال من اليابان والخارج لعقد الصفقات.
تُظهر اليابان تقنيات يمكن استخدامها فوراً أو توسيع نطاقها خلال السنوات القادمة. الهيدروجين هو مثال رئيسي. هناك قارب يعمل بخلايا وقود الهيدروجين يعمل بالفعل في موقع المعرض، مما يرمز إلى سعي اليابان لتصدير هذه التكنولوجيا إلى الشرق الأوسط. كما أنه تحرك استراتيجي لاستعادة مكانتها، بعد أن تفوقت كوريا الجنوبية مؤخراً في شراكات تطوير مدن الهيدروجين.
ابتكار آخر ملحوظ من شركة كوماتسو، والتي تعرض آلة شبيهة بجرافة يمكنها العمل على اليابسة وتحت الماء. تستهدف هذه الآلة المناطق البحرية الصعبة، حيث يصعب توظيف البشر بسبب مخاوف السلامة ونقص العمالة العالمي. تُستخدم هذه المعدات بالفعل في اختبارات توليد طاقة الرياح قبالة سواحل جزيرة غوتو في محافظة ناغاساكي.
تلفت شركة يوشيموتو اليابانية للترفيه الأنظار أيضاً—not for comedy—بل للابتكار. يرتدي بعض موظفيها ألواحاً شمسية خفيفة ومرنة تُعرف باسم "بيروفسكايت". يمكن تركيب هذه الألواح على الملابس أو حتى على هيكل السيارة، ما يسمح بتوليد كهرباء متنقلة وشخصية. وفي الأيام الحارة، يُمكن أن يشغّل الجاكيت المزود بالطاقة الشمسية مروحة صغيرة حول رقبة مرتديه. هذا النوع من حلول الطاقة خارج الشبكة يحظى الآن باهتمام عالمي كبير مع زيادة الطلب على الكهرباء حول العالم.
ومن النقاط البارزة أيضاً في المعرض هو موقعه نفسه. قد لا يلاحظ الزوار، لكن الخيام التي تغطي الممرات هي "خيام شمسية" متطورة طورتها شركة يابانية رائدة. هذه الخيام قوية، منخفضة التكلفة، وسريعة التركيب، وقد استُخدمت أيضاً في معارض دبي وميلانو، وحتى على سطح قبة طوكيو. ورغم أن هذه التقنيات مألوفة في اليابان، فإنها تثير اهتماماً دولياً كبيراً.
مع انطلاق الأيام الوطنية للدول في المعرض—ابتداءً من تركمانستان—سيجتمع مسؤولون رفيعو المستوى وقادة أعمال من كل دولة. وبالنسبة لليابان، فإن تأمين حضورهم في اليوم الوطني الخاص بها أمر بالغ الأهمية. وخلف الكواليس، يتركز الانتباه أيضاً على احتمال زيارة دونالد ترامب في 19 يوليو، مما قد يُشير إلى تقدم مهم في العلاقات اليابانية الأميركية.
تسعى الحكومة اليابانية إلى استثمار هذا الزخم، خصوصاً قبيل مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا (TICAD) المقرر في أغسطس. لطالما قادت اليابان هذا المؤتمر، حيث دعت قادة الدول الأفريقية إلى يوكوهاما لعقد اجتماعات رفيعة المستوى. النمو الاقتصادي السريع في أفريقيا قد جذب اهتمام القوى العالمية بما فيها الصين، والولايات المتحدة، وأوروبا، وروسيا.
ورغم أن TICAD سيُعقد هذا العام في محافظة كاناغاوا، يأمل المسؤولون في تشجيع المشاركين على زيارة المعرض وربما المغادرة من مطار كانساي الدولي بعد تجربة الابتكارات اليابانية بأنفسهم. الرسالة واضحة: يجب على اليابان اغتنام كل فرصة ممكنة للترويج لتقنياتها المتقدمة وإبرام الصفقات خلال المعرض.
Source: YOMIURI