HYOGO, Nov 04 (News On Japan) - يواجه المزارعون في جميع أنحاء غرب اليابان خسائر متزايدة بسبب تزايد أعداد القندس الأمريكي، وهو قارض شبه مائي كبير أُدخل في الأصل من أمريكا الجنوبية. كان قد جُلب في البداية من أجل فروه، لكنه أصبح الآن آفة زراعية خطيرة، يلتهم المحاصيل وينتشر بسرعة حتى في المناطق الحضرية.
في مدينة كاساي بمحافظة هيوغو، أبلغ أحد المزارعين أن ما يقرب من 90 كيلوجراماً من الأرز—قبل أيام فقط من الحصاد في أغسطس—قد أُكلت بواسطة القندس الأمريكي. قال المزارع: "إنه أمر مرهق. بعد كل هذا الجهد في الزراعة، أخذوا كل شيء قبل أن أحصد." في العام الماضي، خسر حوالي 200 ألف ين من الخضروات في ظروف مماثلة. ويُقدّر أن الأضرار الناجمة عن هذا الحيوان في جميع أنحاء البلاد تصل إلى 50 مليون ين سنوياً.
تم إدخال القندس الأمريكي إلى اليابان قبل عقود لاستخدام فرائه في الزي العسكري، لكنه هرب إلى البرية وتكاثر في مناخ غرب اليابان المعتدل حيث يفتقر إلى الأعداء الطبيعيين. يشبه هذا الحيوان كابيبارا صغيرة الحجم، وهو سباح ماهر يمكنه حفر جحور يصل طولها إلى ستة أمتار، ما قد يؤدي إلى تآكل الجدران الحجرية. في قلعة هيميجي، وهي موقع تراث عالمي تابع لليونسكو، تم القبض على العديد من هذه الحيوانات لمنعها من إتلاف الأسوار الحجرية المحيطة بالخندق.
يُصعّب معدل تكاثره المرتفع من عملية السيطرة عليه. يقول الخبراء إن الأنثى الواحدة يمكن أن تلد ثلاث مرات في السنة، وتنجب في كل مرة ما بين سبعة إلى ثمانية صغار. وحذّر أحد المتخصصين قائلاً: "اعتماداً على الظروف، يمكن أن تتزايد أعدادها بسرعة كبيرة."
بدأت بعض البلديات في تقديم مكافآت لتشجيع السكان على صيدها. ففي مدينة كاتو بمحافظة هيوغو، تدفع السلطات 3000 ين عن كل قندس يتم صيده. وقد تمكن أحد الرجال بالفعل من اصطياد 26 قندساً ضمن هذا البرنامج. وقال: "فكرت، إذا كان صيدها سيساعد المزارعين، فسأجرب."
كما شوهدت هذه الحيوانات في وسط أوساكا، تسبح في الأنهار بالقرب من محطة JR ساكورانوميا. وعلى الرغم من مظهرها الهادئ، يحذر الخبراء من أنها قد تنقل الأمراض المعدية من خلال البول، وقد تتسبب عضّاتها في كسور بالعظام.
كما ظهرت مبادرات لتحويل المشكلة إلى فرصة. ففي مدينة إيواتا بمحافظة شيزوؤوكا، تعاون الصيادون المحليون والمزارعون والباحثون الجامعيون لاستخدام لحم القندس الأمريكي كغذاء. ويقدّم أحد المطاعم في أوساكا طبق "كونفي القندس"، الذي وصفه الزبائن بأنه "ذو نكهة خفيفة وملمس يشبه الدجاج." وقال الشيف إن هذا المكون "يُغيّر صورته السلبية وله إمكانات طهي مدهشة."
وبينما يأمل البعض أن يساهم استخدامه كغذاء في السيطرة على أعداده، تحذر السلطات من أن هذا الحيوان مصنف كـ"نوع غازي محدد"، ويستلزم التعامل معه أو بيعه تصاريح خاصة من الحكومات المحلية. في الوقت الحالي، لا تزال اليابان تكافح لإيجاد طريقة للحد من هذا المتسلل العنيد—قبل أن يتسبب في خسائر أكبر للمزارع والمواقع التراثية في البلاد.
Source: KTV NEWS






