فرق الكرة اللينة تضيء ملعب كوشين في أول مباراة تاريخية

في 5 مايو، تم اختيار 50 لاعباً مميزاً من جميع أنحاء اليابان وقُسّموا إلى فريقي الشرق والغرب لخوض مباراة استعراضية.

يُعد ملعب كوشين، المعروف رسمياً باسم ملعب هانشين كوشين، من أشهر وأعرق المرافق الرياضية في اليابان. يقع في مدينة نيشي نوميا بمحافظة هيوغو، بين مدينتي أوساكا وكوبي، وقد أصبح معلماً ثقافياً راسخاً في الذاكرة الجماعية الوطنية. تم الانتهاء من بنائه عام 1924 لإحياء الذكرى العاشرة لشركة هانشين للسكك الحديدية، وكان يُعد حينها أكبر ملعب في آسيا بسعة تجاوزت 70,000 متفرج. جاء بناؤه متزامناً مع انتشار شعبية البيسبول في اليابان، وأصبح الملعب رمزاً لهذه الرياضة على المستويين الاحترافي والمدرسي.

يحمل ملعب كوشين مكانة رمزية كبيرة، خاصة لارتباطه ببطولة البيسبول الوطنية للمدارس الثانوية، المعروفة باسم "كوشين الصيفي". أُقيمت هذه البطولة لأول مرة عام 1915 وتم نقلها إلى ملعب كوشين عام 1924، وهي تُعد حدثاً مصيرياً للرياضيين الشباب وتقاليد سنوية محببة للجمهور. بالنسبة للكثير من طلاب الثانوية، فإن اللعب في كوشين يمثل ذروة مسيرتهم الرياضية، وهي لحظة تجمع بين الطموح والمشاعر الجياشة. تُعرف البطولة بمنافساتها الحامية، وكذلك بلحظات الوداع المؤثرة، مثل تقليد اللاعبين بجمع تراب الملعب كتذكار بعد الخسارة.

تتجاوز الأهمية الثقافية لملعب كوشين حدود رياضة البيسبول المدرسية. فمنذ عام 1936، أصبح الملعب مقراً لفريق هانشين تايجرز، أحد أقدم فرق البيسبول الاحترافية وأكثرها جماهيرية في اليابان. أسهمت المنافسات القوية بين الفريق وخصمه طوكيو يميوري جاينتس في تعزيز المكانة الأسطورية للملعب. ورغم قدم هيكله وتعرضه لأمطار الصيف الغزيرة، لم يتأثر سحره بل تضاعف، إذ تعتبر كل علامة على أرضه جزءاً من تاريخ مشترك.

ورغم مرور أكثر من قرن على تأسيسه، خضع كوشين لعدة أعمال ترميم للحفاظ على سلامته الهيكلية وتلبية المعايير الحديثة، من بينها تركيب أنظمة إضاءة وتحديث المقاعد وتحسين تصريف المياه. ومع ذلك، تم الحفاظ بعناية على طابعه الأصلي، خاصة أرضيته الترابية الكاملة التي تميّزه عن معظم الملاعب الاحترافية الأخرى. لا يُعتبر كوشين مجرد ملعب، بل هو نصب حي يجسد حب اليابانيين العميق للبيسبول، حيث تتحقق أحلام أجيال متعاقبة تحت أنظار الملايين.

وعلى مدار العقود، استضاف كوشين فعاليات أخرى مثل الحفلات الموسيقية ومباريات كرة القدم والتجمعات السياسية، لكنه بقي مرتبطاً بهويته الأساسية كوجهة مقدسة للبيسبول.

Source: MBS